كل أم تسعى إلى أن تغرس في طفلها كيف يصبح إنسانا صادقا ومسئولا يمكن الإعتماد عليه، وهذا الأمر هو تحدٍ يجب عليها ألا تتردد في خوضه، فالطفل هو المستقبل فى كل شئ، والصدق صفة أساسية يجب أن تتوافر في الطفل.
إعلمى أيتها الأم أن مهارات ومواهب طفلك قد تجعله ينجح، ولكن شخصيته والصفات الحميدة التى يتمتع بها هى التى ستضمن له حياة سعيدة.
إن الطفل وهو صغير لا يدرك الآثار الضارة لكذبه وعدم صدقه، ولذلك عليك أن تكونى حريصة وصبورة خلال عملية تعليم طفلك أهمية الصدق فى حياته.
= إن أهم خطوة يجب أن تبدئي من خلالها تعليم طفلك أن يكون صادقا هى أن تكوني قدوة للصدق والإستقامة أمامه، فيجب على الطفل أن يرى أنك تتعاملين بصدق فى كل أفعالك وردود أفعالك فى المواقف المختلفة وتعاملاتك مع الناس فى مختلف الظروف، وعليك أن تعلمي أيضا أن أى كذبة حتى لو كانت كذبة صغيرة بيضاء فإنها ستؤثر سلبيا على طفلك.
= شجعى طفلك على أن يقول الحقيقة ويشاركك كل مشاعره وأفكاره، لأن الطفل إذا أدرك أنه يمكنه أن يتحدث معك عن كل ما يفكر فيه أو يشعر به دون أن تغضبى أو تنتقديه، فإنه سيدرك ويتأكد أن الصدق هو أفضل طريقة للتعامل مع المواقف المختلفة.
= تجنبى طرح نوعية معينة من الأسئلة على طفلك وهى نوعية الأسئلة التى قد تجبره على اللجوء للكذب، فعلى سبيل المثال، إذا إكتشفت أن طفلك قد سكب العصير على السجادة لا تسأليه هل قمت بسكب العصير على السجادة؟ فسؤالك بتلك الطريقة قد يشجع الطفل على اللجوء للكذب لتفادى الوقوع فى مشكلة معك، فيمكنك مثلا بكل بساطة حينئذ أن تطلبى من الطفل أن يقوم بتنظيف العصير من على السجادة.
= إمدحى طفلك وإشكريه عندما يقول الحقيقة ويكون صادقا وخاصة إذا كنت قد عاقبتيه قبل ذلك وقمت بلومه على لجوئه للكذب، واعلمى أن ثناءك على طفلك بسبب صدقه والتزامه سيزيد من ثقته بنفسه ويشجعله على أن يتصرف دائما بطريقة إيجابية.
= كونى حازمة مع طفلك عند شرح عواقب لجوئه للكذب وعدم صدقه، ويجب عليك أن تشرحى وتوضحى لطفلك جيدا أن الراحة التى سيشعر بها عندما يلجأ للكذب لن تستمر طويلا في مقابل الآثار السلبية التي ستسببها، إخبرى طفلك أنه عندما يكذب ويكون غير صادق فإن هذا سيؤثر على شخصيته ويجعله يلجأ للمزيد من الكذب، وإعلمى أن التعامل مع العيوب الموجودة فى شخصية طفلك قد يكون أمرا صعبا، ولكن هذا بالتأكيد افضل من أن تتركيه يلجأ لأساليب غير صحيحة ستجعله يتصرف بطريقة ملتوية فى المستقبل.
= لا تفقدى أعصابك عندما تكتشفى كذب طفلك، بل يمكنك أن تحولى هذا الأمر لتجربة إيجابية يمكن للطفل أن يستفيد منها، فيمكنك مثلا أن تسألى الطفل كيف يمكنه أن يستفيد من تلك التجربة السلبية بدلا من أن تصرخى فى وجهه فقط أو تلوميه.
= يمكنك أن تستخدمى الفن والرسم لتعليم طفلك الصدق، فيمكنك مثلا أن تطلبى منه أن يرسم صورة تعبر عن شعوره عندما يتعامل من حوله معه بكل صدق مثل شعوره عندما يعيد صديق له نقودا كان قد أضاعها.
= إن الجميع يرتكب الأخطاء وخاصة الأطفال، وإذا كان طفلك مثلا ينكر أنه قد قام بكسر فازة موجودة فى المنزل، فيمكنك أن تقولى له إنك تعلمين أنه يتمنى لو لم يكسر الفازة وبعد ذلك تطلبين منه أن يساعدك فى التنظيف وبذلك سيتعلم الطفل أن كسره للفازة ليس أمرا سيئا طالما أنه قد إعترف بالحقيقة.
= إذا شعرت أن طفلك يكذب بشأن أمر ما، فلا تقولى له أنك تعلمين أنه كان يكذب فقد فعل مثل هذا الأمر الأسبوع الماضى لأن هذا سيجعله يركز على الصفات السلبية فيه لا الإيجابية. وعليك بمجرد أن تكتشفى كذب طفلك بشأن أى أمر وبمجرد إعترافه بالأمر فعليك أن تشكريه على صدقه وينتهى الأمر عند هذا الحد.
= إن أنسب طريقة يمكنك أن تتصرفى بها مع طفلك عندما تكتشفى أنه يكذب هى أن تكونى متفهمة ومحبة له، وتحدثى معه عن السبب الذى جعله يلجأ للكذب وكيف كان يمكنه أن يتصرف بطريقة مختلفة.
المصدر: موقع رسالة المرأة.